أسواق المال تحت ضغط ارتفاع عوائد سندات الخزينة الأمريكية
foryuo_gaming
مارس 13, 2025
0
أسواق المال تحت ضغط ارتفاع عوائد سندات الخزينة الأمريكية
أسواق المال تحت ضغط ارتفاع عوائد سندات الخزينة الأمريكية
تشهد أسواق المال العالمية حالة من الترقب بسبب الارتفاع الحاد في عوائد سندات الخزينة الأمريكية، والتي وصلت إلى أعلى مستوياتها منذ 16 عامًا. يأتي هذا الارتفاع في ظل توقعات ببقاء أسعار الفائدة الأمريكية مرتفعة لفترة طويلة، وهو ما يثير المخاوف من دخول الاقتصاد الأمريكي في حالة ركود.
أهمية السندات الأمريكية وتأثيرها عالميًا
تمثل سندات الخزينة الأمريكية جزءًا كبيرًا من الدين الحكومي الأمريكي، والذي يتجاوز 31 تريليون دولار. يُعد الاحتياطي الفيدرالي أكبر حامل لهذه السندات، رغم أن حصته قد تراجعت مؤخرًا لتقترب من 5 تريليونات دولار. كما تمتلك دول مثل اليابان والصين حصة كبيرة من هذه السندات، حيث تملك اليابان أكثر من 1.1 تريليون دولار، فيما تحتفظ الصين بحوالي 800 مليار دولار. بسبب هذا الترابط الوثيق بين السندات الأمريكية والسيولة النقدية العالمية، فإن أي تغير في عوائد السندات يؤثر على الأسواق المالية الدولية، بما في ذلك الدول العربية، التي تربط عملاتها وسياساتها النقدية بالدولار الأمريكي.
ما الذي يعنيه ارتفاع عوائد السندات؟
يؤدي ارتفاع عوائد السندات إلى انخفاض قيمتها السوقية. فمع ارتفاع الفائدة الأمريكية إلى 5.5%، تصبح السندات الجديدة أكثر جاذبية للمستثمرين مقارنة بالسندات القديمة ذات الفائدة المنخفضة. وبالتالي، يضطر مالكو السندات القديمة إلى بيعها بأسعار أقل، مما يؤدي إلى خسائر لهم وأرباح للمشترين الجدد.
هذه الديناميكية تعكس توقعات الأسواق بشأن استمرار الفائدة المرتفعة لفترة طويلة، وهو ما قد يزيد من الضغوط على الاقتصاد الأمريكي ويدفعه نحو الركود. تزداد المخاوف من ركود اقتصادي في الولايات المتحدة بسبب استمرار الفوائد المرتفعة واحتمال زيادتها مجددًا خلال العام الحالي. تترقب الأسواق بيانات مهمة مثل تقرير سوق العمل الأمريكي، حيث قد تؤثر البيانات السلبية على قيمة الدولار، فيما تدعم البيانات الإيجابية استمرار السياسة النقدية المتشددة.
هل نحن أمام ركود اقتصادي عالمي؟
دور الصين في سوق السندات الأمريكية
تلعب الصين دورًا رئيسيًا في سوق السندات الأمريكية، حيث قامت ببيع ما يقارب 175 مليار دولار من حيازاتها على مدار العام الماضي. تأتي هذه الخطوة في إطار جهودها لتحفيز اقتصادها المحلي والتعامل مع عجز الميزانية. كما أن الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي بدوره يقوم ببيع جزء من حيازته من السندات كجزء من سياسة التشديد النقدي. يرى بعض المحللين أن الولايات المتحدة قد تستفيد من انخفاض أسعار السندات للحد من قدرة الصين على بيع المزيد من السندات، مما قد يؤثر على السيولة النقدية الصينية. رغم أن هذه النظرية قد تُفسر على أنها جزء من صراع اقتصادي بين القوتين، إلا أنها تظل مجرد تكهنات.
هل هناك اعتبارات جيوسياسية؟
أداء السندات الأمريكية وتأثيرها على الأسواق
شهدت سوق السندات الأمريكية استقرارًا نسبيًا، حيث بلغ العائد على سندات الخزانة لأجل 10 سنوات 4.53%، مقارنةً بـ 4.55% عند الإغلاق يوم أمس. ويعد هذا التراجع الطفيف في العائد إشارة إلى تعديل بسيط في توقعات المستثمرين بشأن أسعار الفائدة المستقبلية.
يبدو أن سوق الفوركس اليوم شهد تباينًا في أداء العملات الرئيسية مع تحركات طفيفة نسبيًا. أبرز النقاط تشمل:
ارتفاع الدولار الأمريكي بنسبة 0.3% مقابل اليورو، مما يشير إلى استمرار قوته وسط توقعات السياسة النقدية.
تراجع الجنيه الإسترليني بنسبة 0.4% أمام الدولار الأمريكي، ربما بسبب مخاوف اقتصادية أو بيانات سلبية من المملكة المتحدة.
انخفاض الين الياباني بنسبة 0.2%، مما قد يعكس استمرار سياسات بنك اليابان النقدية التيسيرية.
ارتفاع الدولار الأسترالي بنسبة 0.5%، مدفوعًا ببيانات اقتصادية إيجابية محليًا، مما عزز الثقة في العملة.
يبقى ارتفاع عوائد السندات الأمريكية موضوعًا ذا أهمية عالمية، حيث تؤثر هذه التغيرات على تدفقات رأس المال، وأسعار الفائدة، والسياسات النقدية في مختلف الدول. ومع استمرار حالة عدم اليقين، ستظل الأسواق تراقب تطورات السياسة النقدية الأمريكية وتأثيرها على الاقتصاد العالمي.