أسعار الذهب تواصل ارتفاعها وتلامس مستويات تاريخية

أسعار الذهب تواصل ارتفاعها وتلامس مستويات تاريخية وسط تصاعد التوترات الجيوسياسية

شهدت أسعار الذهب ارتفاعًا جديدًا خلال التعاملات المبكرة ليوم الإثنين، مواصلةً بذلك صعودها الذي دفعها إلى مستويات تاريخية غير مسبوقة نهاية الأسبوع الماضي. ويأتي هذا الارتفاع وسط تصاعد حدة التوترات الجيوسياسية عالميًا، واستمرار المخاوف المتعلقة بالخلافات التجارية والرسوم الجمركية، ما زاد من إقبال المستثمرين على الذهب كملاذ آمن. كما ساهمت التوقعات المتزايدة بأن يقوم مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأميركي (البنك المركزي) بخفض أسعار الفائدة، في تعزيز الطلب على المعدن النفيس.

تحديث أسعار الذهب

بحسب آخر البيانات المسجلة عند الساعة 03:07 بتوقيت غرينتش، ارتفعت أسعار الذهب في المعاملات الفورية بنسبة 0.1% لتصل إلى 2986.53 دولارًا للأونصة (الأوقية). ويأتي هذا الارتفاع بعد أن تجاوز الذهب يوم الجمعة الماضي حاجز الثلاثة آلاف دولار للأونصة لأول مرة في تاريخه، مسجلاً أعلى مستوى قياسي عند 3004.86 دولار للأونصة.

وعلى النقيض، تراجعت العقود الأميركية الآجلة للذهب بنسبة 0.2% لتبلغ 2994.60 دولارًا للأونصة، وفقًا لما أوردته وكالة "رويترز". ورغم هذا التراجع الطفيف في العقود الآجلة، يظل الاتجاه العام صاعدًا بفعل العوامل الاقتصادية والجيوسياسية التي تحفز المستثمرين على الاتجاه نحو الذهب كأداة للتحوط.

العوامل الدافعة لصعود الذهب

يُعزى هذا الأداء القوي للذهب إلى مجموعة من العوامل، أبرزها تصاعد التوترات الجيوسياسية في عدة مناطق حول العالم، ما يدفع المستثمرين إلى تقليل المخاطر والبحث عن أصول أكثر أمانًا. كما أن المخاوف بشأن فرض المزيد من الرسوم الجمركية وتصاعد الخلافات التجارية بين القوى الاقتصادية الكبرى زادت من حدة القلق في الأسواق، وهو ما ينعكس بدوره في تزايد الطلب على الذهب.

إضافة إلى ذلك، فإن ارتفاع التوقعات بقيام مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأميركي بخفض أسعار الفائدة خلال الفترة القادمة ساهم في تعزيز جاذبية الذهب. فعادةً ما يؤدي خفض الفائدة إلى تراجع العوائد على الأصول التي تدر فوائد، مثل السندات، ما يجعل الذهب خيارًا أكثر جاذبية للمستثمرين.

أداء المعادن النفيسة الأخرى

لم تقتصر التحركات في أسواق المعادن النفيسة على الذهب فحسب، فقد شهدت المعادن الأخرى تباينًا في الأداء. إذ انخفضت أسعار الفضة بنسبة 0.1% لتصل إلى 33.76 دولارًا للأونصة، بينما ارتفع البلاتين بنسبة 0.1% ليسجل 994.50 دولارًا للأونصة. أما البلاديوم، فقد

تراجع بنسبة 0.1% ليصل إلى 963.83 دولارًا للأونصة.

توقعات مستقبلية

يتوقع العديد من المحللين أن يظل الذهب محافظًا على مساره الصاعد في ظل استمرار حالة عدم اليقين في الأسواق العالمية، سواء بسبب العوامل السياسية أو الاقتصادية. كما أن استمرار الحديث عن تخفيض أسعار الفائدة من قبل البنك المركزي الأميركي سيظل عاملًا داعمًا لأسعار الذهب خلال الأشهر المقبلة.

وفي ضوء هذه التطورات، يبقى الذهب في بؤرة اهتمام المستثمرين، مع مراقبة دقيقة لأي تغيرات قد تطرأ على السياسات الاقتصادية أو الأحداث الجيوسياسية التي قد تؤثر على أسواق المال والسلع.

في الوقت ذاته، قرر الرئيس الأمريكي تأجيل فرض رسوم جمركية جديدة على المكسيك وكندا لمدة شهر، بعد محادثات مع قادتهما، بينما دخلت الرسوم الجمركية الأمريكية الجديدة ضد الصين حيز التنفيذ اليوم الثلاثاء، مما دفع بكين إلى الرد بفرض تعريفة بنسبة 15٪ على واردات الطاقة الأمريكية، إلى جانب رسوم إضافية على النفط والمعدات الزراعية، كما أعلنت الصين عن تحقيق في انتهاكات مكافحة الاحتكار ضد شركة جوجل.

 

تحركات المستثمرين وتأثيرها على أسعار الذهب

 

تشير تقارير بلومبرج إلى أن المستثمرين يواصلون ضخ أموالهم في الذهب، والابتعاد عن أسهم التكنولوجيا، مع تزايد المخاوف بشأن تراجع عوائد السندات الأمريكية. كما كشفت تقارير رسمية أن المستثمرين الأمريكيين قاموا بسحب كميات كبيرة من الذهب من الأسواق الدولية، مثل سوق لندن ودبي وهونج كونج، في خطوة تهدف إلى التحوط من تداعيات التعريفات الجمركية. وقد أدى هذا الطلب المتزايد إلى ارتفاع أسعار الذهب في بورصة كومكس للعقود الآجلة، حيث تم تداول المعدن النفيس عند مستويات أعلى بنحو 40 دولارًا بسبب ارتفاع الطلب وانخفاض المعروض من السبائك.